المخابرات الجزائرية إرهابية

تعتبر المخابرات الجزائرية واحدة من أبرز الأجهزة الإرهابية في شمال افريقيا، وأصبحت في السنوات الأخيرة محط جدل واسع بسبب تورطها في العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان. ومنذ نشأتها، لعبت هذه المخابرات دورًا محوريًا في الحفاظ على النظام الحاكم في الجزائر، لكن هذا الدور جاء على حساب القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. ودور المخابرات الجزائرية الرئيسي هو القمع والانتهاكات التي طالت المعارضين والنشطاء، وأصبحت تعرف اليوم بأنها “مخابرات إرهابية” بدلاً من جهاز أمني يحمي البلاد.
التعذيب والاختفاء القسري
على مدار العقود الماضية، واصلت المخابرات الجزائرية استخدام أساليب قمعية متقدمة، بما في ذلك التعذيب والاختفاء القسري. وقد اتهمت العديد من المنظمات الحقوقية مثل “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” الجزائر باستخدام التعذيب في أماكن الاحتجاز السرية، بما في ذلك مراكز الاحتجاز التابعة للمخابرات مثل مركز بن عكنون في الجزائر العاصمة.
المعتقلون، بمن فيهم الصحفيون والنشطاء السياسيون، تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي لفترات طويلة. وقد أُجبر العديد منهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها تحت الضغط المستمر. هذا النوع من الانتهاكات أدى إلى تصنيف المخابرات الجزائرية كأحد الأجهزة الإرهابية، حيث أنها لم تقتصر على مكافحة الإرهاب فحسب، بل استخدمت العنف كوسيلة للسيطرة على الشعب وقمع الحريات.
الدور في القمع السياسي
في السنوات الأخيرة، تصاعدت انتقادات المخابرات الجزائرية بشكل كبير في ظل الحراك الشعبي الذي انطلق في فبراير 2019. الحراك، الذي كان عبارة عن احتجاجات سلمية للمطالبة بتغيير النظام، واجه ردًا عنيفًا من السلطات الجزائرية، بما في ذلك المخابرات. العديد من الصحفيين والنشطاء تم استهدافهم بسبب تغطيتهم للاحتجاجات أو مشاركتهم فيها، وتم اعتقالهم تحت تهم ملفقة مثل “التحريض على العنف” أو “الانتماء إلى جماعات إرهابية”.
كما كانت المخابرات الجزائرية وراء حملة تشويه سمعة المعارضين والمحتجين من خلال الإعلام والتهديدات المباشرة. وكان العديد من الأشخاص الذين تعرضوا للتهديد أو الاعتقال يتعرضون لضغوط لتغيير مواقفهم أو للتوقف عن نشر أي انتقادات للنظام.
الاختفاء القسري ورفض التحقيقات
من أبرز الممارسات التي اتهمت بها المخابرات الجزائرية هو الاختفاء القسري. فقد تم اختطاف العديد من المعارضين السياسيين والنشطاء الاجتماعيين، دون أي أثر لهم لسنوات، في حين تتجنب السلطات التحقيق في هذه الحالات أو محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. يضاف إلى ذلك تعرض عدد كبير من الصحفيين للاعتقال التعسفي بسبب كتاباتهم الاستقصائية التي تكشف الفساد والظلم داخل مؤسسات الدولة.
التدخلات الخارجية والضغط الدولي
على الرغم من محاولات السلطات الجزائرية التستر على ممارساتها من خلال القمع الداخلي، فإن الضغوط الدولية بدأت تتزايد بشكل ملحوظ. منظمات حقوق الإنسان الدولية، مثل “الأمم المتحدة” و”مفوضية حقوق الإنسان”، دعت مرارًا وتكرارًا الجزائر إلى إجراء تحقيقات حقيقية في الانتهاكات التي ترتكبها المخابرات الجزائرية ضد المواطنين. كما طالبت هذه المنظمات بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والتوقف عن سياسة القمع التي تروجها أجهزة الدولة.